إقامة فعالية في إسطنبول تستعرض حياة الصحابة القدوة
نظم وقف محبي النبي برنامجاً في إسطنبول بعنوان "النجوم التي تضيء دربنا"، لاستعراض نماذج حياة الصحابة القدوة، والمستمر في نشاطاته الذي يقيمها منذ عام 2015 في مختلف أنحاء تركيا.
قدّم البرنامج، الذي أقيم في مركز غونغورن للشباب والثقافة بمشاركة جماهيرية واسعة، لمحات من حياة مصعب بن عمير ونسيبة بنت كعب (نسيبة خاتون).
"سوف نستمر في النضال حفاظاً على الأمانات التي منحنا الله إياها"
وفي افتتاح البرنامج الذي بدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت عاكف كاراكويون، ألقى رئيس وقف محبي النبي في إسطنبول، أرجان فيرجيلي، كلمة ترحيبية، قال فيها:
"العالم ساحة اختبار ونضال، وفي هذه الساحة هناك منافسون بلا رحمة ولا مبادئ. هؤلاء يظهرون الباطل حقاً والظلم عدلاً، ويقدّمون الخطأ صواباً، ويجعلون المنكر طريقاً يجب اتباعه، والفساد حرية. يستخدمون كل الوسائل ليضلوا الناس. الله أمر بمواجهتهم وأوضح أن مكائدهم ضعيفة جداً. لقد بيّن الله لنا الحلال والحرام بوضوح شديد، وجعل نبينا والصحابة قدوة لنا. الذين لا يؤمنون بالله لا ينتظرون اليوم الآخر، فيسعون بكل قوتهم للتمسك بالدنيا، ويحاولون بكل وسيلة إبعاد نسائنا وأطفالنا ورجالنا عن سبيل الحق، ويضعون أمامنا كل العقبات. ونحن بدورنا، سنستمر في النضال حفاظاً على الأمانات التي منحنا الله إياها".
"وسامته وإيمانه ورسالة الإسلام المبكرة"
وقال عالم الإلهيات يوسف توتاك: "لو أن أمة الإسلام قد فهمت مصعب بن عمير حقاً، لاحتفلوا بيوم وصوله إلى المدينة كيوم للمعلمين، لأنه كان المعلم الحقيقي. كان مصعب وسيماً لدرجة أنه تفوق على جميع أطفال بيته، نشأ بكنف والدته حتى بلغ سن الرشد، وأصبح فيما بعد صحابياً جليلاً. واستشهد في غزوة أحد بعد أن منح النبي صلى الله عليه وسلم رداؤه له، بسبب شبهه بالنبي. يمكنكم تخيل مدى وسامته من هذا الوصف".
وأوضح توتاك أن مصعب بن عمير، رغم عيشه حياة مليئة بالثراء والرفاهية، شعر بعد فترة بفراغ داخلي، وأنه في ذلك الوقت بُعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة. وأضاف أن مصعب تشرف بالإسلام على يد حباب بن منبه بعد أن آمن الأوائل من الصحابة.
تخلى عن كل شيء في سبيل الله، وحاز على محبة النبي ورضا الله
وقال توتاك: "إن من أراد أن يكون مثل مصعب بن عمير يجب أن يكون مستعداً في بعض الأحيان لرفض الراحة والممتلكات والمناصب"، موضحاً: "إذا تخليت عن كل شيء، يمكنك أن تصبح مصعباً. فهو قد تخلى عن كل شيء، وفي المقابل نال محبة محمد المصطفى ورضا الله. خلال أول ست سنوات من البعثة، كانت درجات التعذيب تتصاعد يوماً بعد يوم. في السنة الخامسة من البعثة، سُمح بالهجرة إلى الحبشة، وهاجرت مجموعة مكونة من 15 شخصاً بينهم 11 رجلاً و4 نساء، وكان مصعب بن عمير معهم. وبعد ثلاثة أشهر عادوا، واستدعوا الصحابة أقاربهم ودخلوا مكة، لكن مصعب لم يُسمح له بالدخول لأن والدته أمرت بعدم دخوله. ثم دخل مكة تحت حماية النضر بن الحارث، وما إن وصل حتى توجه مباشرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي السنة السادسة من البعثة، هاجروا مرة أخرى، وهذه المرة كان العدد أكبر، وكان مصعب معهم مرة أخرى، وظلوا في المدينة أربع سنوات. بعض الصحابة أقاموا هناك 14-15 سنة. لم يحتمل مصعب فراق الرسول فقرر العودة مع مجموعة مكونة من 38 شخصاً. في ظل استمرار التعذيب والظلم في مكة بعد عودتهم."
استشهاده ودفنه كانا عبرة للمسلمين
وأوضح يوسف توتاك أن هجرة مصعب بن عمير مرة أخرى إلى المدينة وعمله الدعوي ساهمت في اعتناق آلاف الناس للإسلام، مشيراً إلى أن استشهاده في غزوة أحد ودفنه كانا حادثة تعليمية وموعظة للصحابة الحاضرين هناك.
وأضاف توتاك أن المسلمين الذين عاشوا أيام الرخاء لاحقاً لم ينسوا مصعب، وأنه رغم مرور 1400 عام، لا يزال اسمه محفوراً في الذاكرة.
وأشار توتاك إلى مشاركة نسيبة بنت كعب في غزوة أحد رغم عدم فرض القتال على النساء، مؤكداً أنها لم تترك النبي صلى الله عليه وسلم وحيداً، وأنها أخذت ابنها عبد الله لتساعد في حماية النبي، ووقفت بمفردها أمام الجيش، "هكذا يكون حب النبي".
تعرضت نسيبة في ذلك اليوم لثلاث عشرة جرحاً، ولما سألها أبناؤها بعد سنوات عن أحد، أظهرت لهم الجرح العميق في ذراعها وقالت: هذا هو أحد".
كما ذكر توتاك أن ابنها الصغير حبيب أُرسل ليبلغ رسالة إلى مسيلمة الكذاب، وقد استشهد على يد هذا المدعي النبوة، وأن والدته فرحت بدلاً من أن تحزن لأنها اعتُبرت جديرة بأن تكون أم شهيد، شاكرةً الله على هذا الشرف.
واختتم البرنامج، الذي تخلله أناشيد دينية وألحاناً وشِعراً، بالدعاء بصوت الشيخ عبد الباري تشيليك. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
تواصل وقف الأيتام في شانلي أورفا، كعادتها السنوية، جهودها لتقديم المساعدات ضمن مشروع "الملابس الشتوية"، مستهدفة الأيتام والأسر المحتاجة.
نظّمت منسقية وقف محبّي الرسول ﷺ في باتمان، ضمن فعاليات شهر نوفمبر، برنامجًا بعنوان "النجوم التي تُنير دربنا" تناول سيرة الصحابيين مصعب بن عمير و نُسيبة بنت كعب، وذلك بحضور كبير من المشاركين.
حذر البروفيسور صلاح الدين توران من خطورة تراجع مفهوم الأسرة نتيجة الهجرة والاضطرابات الاجتماعية، مؤكدًا أن ضعف البنية الأسرية ينعكس سلبًا على استقرار المجتمعات ومستقبل الأجيال القادمة.